إبن الجبل ][§][رئيس المراسلين][§][
عدد الرسائل : 153 العمر : 43 Localisation : باب البحر- القصبة - طنجة تاريخ التسجيل : 07/09/2007
| موضوع: هل ستظل الجدات مهمشات كما صوت الحكاية؟ 2008-03-28, 04:33 | |
| لم تكن الجدة مجرد امرأة مسنة ذات تجربة.. كانت تقريبا مؤسسة تربوية واجتماعية قائمة الذات. فهي مربية ومعلمة ومسلية ومساعدة اجتماعية للأسرة ..تساعدها على تجاوز الكثير من الشقاق والمشاكل .. وأهم شيء تربية الأبناء على القيم الإنسانية من الاحترام والصدق والعمل..هي تحفظ الحكايات والألغاز والأمثال والحكم وحتى وصفات الطب الشعبي ..وتمهر في فن جلب النوم بواسطة الكلام الممتع والمفيد عن طريق الحكي والقدرة على التعبير عن الحياة.. في صوتها تموجات الجبل والنهر والبحروالسهول الممتدة إلى السماء .. هي المساعدة على تأمين حق الحلم لدى الأطفال وتنشئتهم جماعيا عبر الاعتماد على تحقيق التوازن النفسي بين الخوف والشجاعة وبين الرغبة والواقع.. هي المدافعة عن عالم الحق والإنصاف والعدل بين الجنسين. وتحت أضواء الشموع الخافتة كم نام على ركبتيها من أطفال بين أغطية الصوف الباردة دون أن يشعروا بجوعهم .. حيث أشبعهم السرد إلى حد تخمة الخيال .. ببيت من الحلوى .. كله من الحلوى.. أبوابه من الحلوى.. سقفه من الحلوى.. ومفتاحه من الحلوى... فاستسلموا لصوت الحكاية الآتي من بعيد من زمن الكان يا ما كان زمن العدل والحق والمساواة والجمال.. زمن الأجواد .. وفي بعض الأحيان كانت بحكم تجربتها في الشأن التربوي المباشر.. تلعب دور طبيبة نفس.. حيث كانت بحكاياتها تلك وبإنشادها خلال السرد .. كانت الجدة تزودهم عبر لغة الرمز والتخييل بمواقف وجودية يستطيعون بواسطتها التغلب مستقبلا على مصاعب الحياة.. كما تستبعدهم من حضور المشاهد العائلية حيث يكثر القلق بين الأزواج..و للآسف أصبحت الجدات الآن مجرد ذكرى.. ولم يبق من تجاعيدهن الجميلة التي حاكتها الطبيعة وتجربة السنين ولم يفكرن في إزالتها يوما.. ولا من أصواتهن المليئة بالحنين شيئا . لا وقت الآن للحكاية.. فهي لا تساعد على التقدم كما يدعي البعض.. لقد التهمتها الوسائل العصرية ... لا وقت للاجتماعات العائلة.. هو زمن السرعة إذن جري علي نجري عليك.. زمن الفتنة بمختلف أشكالها،..فقط تشجيع المظاهر على حساب الجوهر وتنمية ثقافة الاستهلاك والتقليد..من هذا المنطلق أصبحت الحاجة إلى صوت الجدة ملحة عند الأسر وتقوية الروابط الاجتماعية التي فككها الاقتصاد النقدي عبر السنين من الاكتساح دون الأخذ بالاعتبارالإبقاء على ما هو إيجابي في هذه التقاليد.. دون أن يعطينا بديلا عنها غير مؤسسة هجينة هي مؤسسة الخادمات ..أولئك النساء البئيسات والمستغلات في سن مبكر عوض أن يستفدن من كرسي المدرسة.. لكن ما ذا لو قمنا بتكوين الجدات من جديد على فن الحكاية والتربية بواسطتها.. ألن يكن مساعدات اجتماعيات جيدات.. هل علينا منذ الآن أن نفكر في استئجار جدات أو استيرادهن من بلد آخر لتربية أطفالنا بعد أن تعسر علينا القيام بهذه الوظيفة وحدنا.. وماذا لو أقمنا سباقا وطنيا للجدات في فن الحكاية ..ألن يكون ذلك رائعا ربما أفضل للمجتمع من تجربة القلم الذهبي.. أم ستظل الجدات مهمشات كما صوت الحكاية؟
| |
|
hamza.b المديـــــــر
عدد الرسائل : 903 تاريخ التسجيل : 29/05/2007
| موضوع: رد: هل ستظل الجدات مهمشات كما صوت الحكاية؟ 2008-03-28, 16:57 | |
| لطالما كانت الجدة مدرسة ذات كيان قوي , ومربية من الطراز الرفيع , أما الآن بدأ التهميش ينال منهن . شكرا على هذا الموضوع أخي | |
|
ابواسية عضو مثابر
عدد الرسائل : 100 تاريخ التسجيل : 21/07/2008
| موضوع: رد: هل ستظل الجدات مهمشات كما صوت الحكاية؟ 2008-08-01, 21:18 | |
| ^^^^جزاك الله على الطرح الطيب^^^^ | |
|