لست أدري لماذا يزعجوني هذا الأمر في هذه المرحلة بالذات ولماذا أسميه خجلا بما يحمل من معان سلبية ولم أسميه حياءا بالمعنى الإسلامي كفضيلة ....
ربما تكون التغيرات الهرمونية والجسدية في هذه المرحلة من العمر وراء الحساسية في التعامل مع الفتيات تلك الحساسية التي تتدرج من الحياء إلى الخجل إلى الخوف ...
وفى هذه السن.. وفى تلك الظروف ربما تأخذ التعاملات بشكل غير شعوري.. معنى جنسيا يربك الجهاز النفسي ويضعه في حرج و توثر.. ويظهر ذلك في صورة خجل أو ارتباك أو خوف , حيث ينظر الشاب إلى الفتاة على أنها موضوع جنسي بحت وهذا ما يربكه أو يخجله .
أما حين تنضج الشخصية وتتعدد الاهتمامات وتسمو على المعنى الجنسي فإن حدة هذه المشاعر تقل وتنحصر في مستوى الحياء فقط الذي ينظم العلاقة بين الجنسين في حدود الاحترام المتبادل وفى حدود ما تسمح به الأعراف والشرائع, فليس من المتوقع أو المطلوب أن تكون العلاقة بين الفتى والفتاة مثل العلاقة بين الفتى وصديقه والعكس فهناك اعتبارات أخلاقية واجتماعية ودينية يجب وضعها في الاعتبار.
وما نعتبره غير طبيعي من مشاعر الخوف من الجنس الآخر وخاصة حين تمتد لمراحل متقدمة , فهي تخفي مشكلات نفسية تعوق التواصل الأمثل المطلوب بين الجنسين وربما تعوق وظيفة الزواج أو العمل, وهذا يتطلب معرفة جذور هذه المشاعر من خلال مراجعة التاريخ الشخصي والعائلي لمعرفة الأفكار والتخيلات والمفاهيم المرتبطة بالجنس الآخر فلربما تكون هناك مبالغة في التحذير أو التحريم سادت مراحل التربية المبكرة أو ربما تكون هناك خبرات صادمة و صاحبت التعامل مع الجنس الآخر أو ربما تكون هناك مشاعر جنسية أو عدوانية طاغية نحو الجنس الآخر تجعل الشخص يضطرب في مواجهتهن ويخشى أن يفقد السيطرة على هذه المشاعر وينفضح أمره.
عموما لا أريد أن أقلق أو أعتبر ما لدي مشكلة وإنما هو طبيعة مرحلة المراهقة المبكرة والمتوسطة, وما وصفته لا يخرج عن كونه حياء أو خجلا مقبولا في مثل هذه المرحلة وربما يكون محمودا في البيئة العربية والإسلامية التي لا تحبذ إسقاط عنصر الحياء في مثل هذه العلاقات فالحياء شعبة من شعب الإيمان.
أنصحكم بالاهتمام بالمجالات الأخرى التي لا تحمل تلك الدرجة العالية من الحساسية مثل الأنشطة الرياضية والأنشطة العلمية والأنشطة الدينية وحين تتسع رؤيتك للحياة وتخرج من حيز الاعتبارات الجنسية المسيطرة في مثل هذه المرحلة فساعتها لن تجد صعوبة في التعامل مع قريباتك أو زميلات أخواتك أو زميلاتك في مدرستك أو معاهدك التقنية المشتركة لأنك حينئذ لن تنظر إلى الفتاة على أنها موضوع جنسي وإنما على أنها إنسانة يمكن أن تتعاون معها في مجالات ثقافية أو اجتماعية أو دينية.