أضواء المستخدم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أضواء المستخدم العربي

إسلام, برامج, حوار, ثقافة عامة, أفلام, ألعاب, صور, غرائب, رعب, ...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أموت أو لا أموت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
marwan-r1
~*¤ طاقم الإشراف ¤*~
~*¤ طاقم الإشراف ¤*~
marwan-r1


ذكر عدد الرسائل : 362
Localisation : Fes ;Maroc
تاريخ التسجيل : 15/10/2007

أموت أو لا أموت Empty
مُساهمةموضوع: أموت أو لا أموت   أموت أو لا أموت Icon_minitime2007-10-22, 03:12

لقيتها في احد المنتديات و اعجبتني فقررت ان تشاركوني قراءتها
~إلا كمال!!~

....نظرت إلى صغيرها النائم على الحصير...ثم أشاحت نظرها عنه...كلا ليست تكرهه ولكنها تكره انه ابنها منه ...ومع ذلك فهو لحمها ودمها وما أعظم في قلبها حب غير الاموة؟!!..
...ولم تجد أمامها سوى ذلك الشباك الصغير الوحيد في هذه الغرفة الموحشة لترى منه العالم خارجًا...فنظرت عبره..ولاحت لها شجرة السنديان تلك وتحتها حطام ذلك البيت المهجور...وترقرقت العبرات في مآقيها..
(آه كم كانت رائعة تلك الأيام ...ليتها تعود ويعود معها وليد..وتعود لينا لكمال!!)
ثم أغمضت عيناها بهدوء وركبت أجنحة ذاكرتها لتحلق فيها إلى الزمان البعيد... حين اختبأت وأخيها كمال في ذلك البيت المهجور لأول مرة .. وحين أخذت وليد في صباهما إليه.. وحين تزوجت وليد وتزوج كمال من لينا...كانت كلها ألاعيب أطفال.. ولكنها أحبت وليد من أعماق قلبها.. ومن شهقات روحها.. فسُلب منها..وضاع منها المستقبل مع هذا السكير الذي يدعونه بـ "زوجها".. وفتحت عيناها بهدوء بعد أن أراقت في فضائهما رحيق الذكريات...
" وليد...انتظرني".. إنها تعرف هذا الصوت جيدًا ...فجالت بناظريها في الفراغ .. ووقع نظرها عليه.. وعليها..ووقعت بسمه على شفتيها..اجل إنها لينا.. وانه... انه وليد..فارس أحلامها ..لقد كبر كثيرًا ؛ انه أجمل الآن..وأتعس..
ورأت لينا تركض نحوه وتمسك بيده ثم تمرر له طفل كان على يدها..
" انتبه لابننا يا وليد..أرجوك!!"
( ابننا؟؟!! ماذا تقول هذه المجنونة؟ ابن من؟ ابنك أنت ووليد؟؟! وكمال أخي أين هو في قلبك؟...ابننا؟ لم اسمع جيدًا ... هل لك أن تعيدي ما قلتي؟!!)
وانفجرت الدمعات في عينيها بعد أن تابعت طيفان محاهما الزمن يمشيان جنبًا إلى جنب.. وتربطهما شريعة الرب...اجل لقد تزوج حبيبها وليد من لينا!! بعد أن سُرقت هي منه...سرَقَ لينا من أخيها كمال... مسكينة هي غادة.. لا تنفك الأقدار تسلبها حياتها.. ولا تنفك تعدمها السعادة!!..
فأشاحت وجهها بقوة عن الشباك..فكيف لها أن تنظر؟ والى من ستنظر؟ كيف لها أن تتحمل رؤية روحها تقاد إلى مشانق الذكريات!! وأحلام عمرها تُردى قتيله في ليله ليس فيها قمر!!... ووضعت يداها على رأسها آملة أن توقف تدفق هذا الألم في ذاكرتها..
(كفى، كفى، ارحمني يا رب.. ارحمني يا الهي فليس لدي مقدرة على تحمل كل هذا...كفى، كفى..)
وطال الوقت حتى استطاعت أن تُهدأ نفسها..ولكن كيف ستوقف سيول العبرات؟ ورفعت برأسها إلى الفضاء.. وخلف زجاج عينيها رأته...رأت أخيها كمال يقف أمامها والغضب يشتعل في وجهه..
( ترى هل علمت يا حبيبي؟!!)
.. وخفضت رأسها بسرعة محاوله إخفاء نظراتها من نظراته...
" ماذا فعل بك هذه المرة ذلك السكير الجبان؟!"
فنظرت إليه في دهشة..
(من تقصد!!)
.."ماذا فعل بك يا غادة؟ ...تكلمي!! فوا لله لاكسرن عظامه..سأقتله حتى اشفي غليلي من ذلك السكير الوغد!!"
" كلا ، لم يفعل بي شيئًا" ( مسكين أنت يا أخي...)
" غادة اياكي أن تخافي منه...أنت تعلمين باني سأقتله وارمي عظامه للكلاب إن اسقط لؤلؤه واحده من عيناك الغاليتان!!"
اجل إنها تذكر جيدًا وتعلم جيدًا ..كمال لم يجعلها تتعرض للأذى طوال حياتها..فقد كانت هي حياته.. وحافظ عليها.. وضرب كل من حاول أن يمس شعره منها...
" قلت لك..لم يفعل بي شيء يا كمال.."
" ما بك إذًا ؟ لما تبكين؟ أرجوك يا غادة..لست احتمل هذا العذاب في عينيك واصمت.."
(اوتسألني ما بي؟ كيف لي أن أجيبك يا حبيبي؟ ماذا عساي أقول؟ ... آسفة يا كمال..حبيبتك تزوجت حبيبي؟ ماذا سأقول يا كمال؟ ...وكيف سأقوى على أن أحطم قلبك؟ كلا لست أنا التي ستسجن روحك بين قضبان الألم...لا يا كمال لست أنا!!)
" غادة.. صغيرتي..ما بك لست تجيبين؟ ما بك يا عزيزتي؟ أين شردتِ ؟ اخبريني ما بك؟"
( اسألني ما ليس بي يا حبيبي فهكذا أسهل لي الجواب!!..اسألني ما لم يحطم قلبي ولم يدوسه ولم يتلذذ بقتل كل قطعه منه..فذلك أسهل يا كمال!!..اسألني بمن لم يفجعني القدر ؟ لقلت فجعني بأمي وأبي وخطفهما من أيامي في صغري ...ثم فجعني ألان بحبيبي وقرة عيني وبك يا أثمن ما املك..بمرة واحدة.. ولحظه واحدة..لا تسألني ما بي..فكيف سأقوى على الجواب؟)
" لا شيء.. صدقني لا شيء!!"
"غادة..هذا اللاشيء اسقط عبراتك...والآن أريد أن اعرف ما هو؟"
(كفى يا كمال..أرجوك كفى..انك لا تزيد عذابي إلا عذابًا ولا تحرق في كياني إلا حروقًا ونيرانًا....أرجوك إعفني من هذا..)
وكبتت باقي العبرات في عينيها.. وأسقطت بسمه مزيفه باهته على شفتيها..
"لا شيء يا حبيبي.."
وأقنعته بسمتها.. وطمأنته..فابتسم لها بفرحٍ وسرور..
" حسنًا إذًا سأخرج أنا الآن..انتبهي للصغير!!"
وخرج كمال وعاد ليتركها وحيده فريسة الذكريات والألم..فريسة ذلك المشهد القاسي الهمجي...انه يتردد في بصرها في كل لحظه..." وليد انتظرني"..هذا الصوت وهذا الاسم وهذه الجملة تتصدع في رأسها..
( لماذا لم تنتظرني أنا يا وليد روحي؟ لماذا؟؟)... " انتبه لابننا يا وليد!!"...
(اخرجي من راسي ... كفى كفى...كفاكِ ...لقد سأمت العذاب والألم والمعاناة..."ابننا يا وليد" ...كلا!!... وليد لي أنا..أنا.. وأنت لكمال.. لن اسمح لك بان تحطميه.. انه أخي الوحيد وعشقي الأزلي...لن اسمح لك يا لينا!!)
... وتذكرت..تذكرت يوم هربتا من المدرسة.. يومها وبخها كمال لأنها خرجت من المدرسة دون أن تنتظره... وتذكرت بأنها أخبرته بان لينا هي التي حثتها على الخروج.. فتاهتا في شوارع المدينة العفراء!!
(تبًا لك يا لينا لقد أضعتني مرة وها أنت تضيعيني مرةً أخرى بألف!!.. لن اغفر لك أبدا أبدا...!!)..
وعادت الذكرى إليها..يومها قال كمال للينا.." وأنت أيضا لا تخرجي دوني أنا وغادة.. أو دون وليد ابن خالتك"..وتذكرت كم أصبحت حمراء لينا!! وكم استعلاها الخجل..
( من يومها احبك كمال واخلص لك في كل يومٍ وفي كل ساعة...لماذا خنتيه..وخنتني؟!)
وصحت من واقعها الأليم على صوت فؤاد يبكي..
" عزيزي... هل استيقظت؟؟".. ثم حملته على يداها وأمعنت النظر في وجهه البريء ..
(كم أحسدك...لست تعرف للعذاب معنىً ولا للألم معنىً.. لست تعِ شيئًا يا صغيري الحبيب..)
ثم هزت له قليلًا ولم يتوقف عن البكاء...
" لا بد انك جائعًا يا صغيري"
... وكشفت عن نهدها الشاب الذي لم يصقله الزمن ولم تصقله الحضارة..ولقمته عطفًا وحنانًا أزليين.. وبدأ يعود إلى النوم بعد أن بدأ يشعر بالشبع ... وقد أنستها عذوبته كل الم وعذاب!!
وإذا بكمال يدخل بقوة وقد اجتاحت وجهه أساطيل من العبرات.. واحتلت جسده رعشات وغضب..وتحول إلى وحش من نار!! فأبعدت فؤاد عن صدرها ووضعته بهدوء على الحصير.. وحملت رجلاها وركضت نحو هذه الجمرة الملتهبة محاولة أن تخبي اشتعالها..
" ماذا بك يا كمال؟ ماذا حدث؟"
" هل رأيتيهما؟..ذينك الخائنان؟!"
( يا الهي.. يا الهي.. كلا كلا..لم ترهما يا كمال!!)
"من.....مـ....ـن تقصد يا كمال؟!"
"آهٍ منها تلك الخائنة.. آهٍ ...آهٍ يا غادة...آه"
وانفجر في بكاء مر...وما كان منها إلا أن ضمته إلى صدرها بقوة وضغطت عليه فشعرت به يغوص في صدرها ويبلل قلبها بدمعاته الحارقة المحطمة الحزين..
(كفى يا حبيبي.. لا تبكي أرجوك)
.. وأجهشت معه بالبكاء..وشعرت بأوصالها تتقطع...
( بكل الناس إلا بكمال يا ربي!!..افجعني بهم جميعًا إلا كمال..إلا كمال!!)
" لقد كان يمسك يدها...وابنها يا غادة!!..لقد قتلوني وشردوني.. آهٍ يا غادة .. آهٍ وألف آهٍ"
"كفى يا حبيبي ... فهي لا تستحقك...كفى يا عزيزي..اصبر فالله مع الصابرين"
"وأنت يا غادة..ماذا ستتحملين بعد؟ ألا يكفي بأنهم غصبوك بهكذا زوج؟..ولان ... والآن..يحرموكِ من وليد!!..ويحرموني من لينا يا غادة!!"
" لا بأس يا حبيبي.. لا بأس!"
(ليتك تعي كم تلسعني كلماتك.. كالأفعى تلدغني في كل مناطق شعوري،،، ليتك تعي كم تشوهني عبراتك..كالسكين تطعنني في كل ما يدعى بالحياة في جسدي!)
" لا باس يا حبيبي..لا بأس!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mouad.b.f
عضو محترف
عضو محترف
mouad.b.f


ذكر عدد الرسائل : 339
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

أموت أو لا أموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أموت أو لا أموت   أموت أو لا أموت Icon_minitime2007-10-26, 17:39

بارك الله فيك Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أموت أو لا أموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أضواء المستخدم العربي :: المقهى الأدبي :: القصص و الروايات-
انتقل الى: