اسمع دائما عن الرجل أنه لا يبكي إلا نادرا وإذا بكى كانت دموعه دم... وقيل أيضا إن دموع الرجل ملتهبة جدا وبكاء الرجل شكل من أشكال التعبير عن المشاعر التي تجسد لحظات من الفرح والحزن... فالدموع تريح النفس وتخفف الضغط الذي يعانيه في مختلف مناحي الحياة ويجب أن ندرك جميعا أن الفرح أو الألم حينما تكون منابعهما أقوى من كل قوة نمتلكها فإننا نبكى وحينها لا فرق يذكر بين رجل أو امرأة.أليس الرجل إنسان ذو قلب وأحاسيس ومشاعر؟ ألا يبكى الرجل العجوز الذي حناه الدهر من شدة ما لاقى فيه من ويلات من جراء طلبات أبنائه ... يبكي ويبكي... نعم إن الأمر يستحق البكاء فسهر الليالي على تربيتهم وما أكثر الليالي الحالكة التي تعصف بالأبناء وخاصة في طفولتهم.
ألم يبكى سيدنا يعقوب وأبيضت عيناه من الحزن على ابنه يوسف عليهما السلام بعد أن غدر به أخوته وألقوه في البئر، وحينما يعجز الرجال عن فعل شيء قد يدفعهم ذلك إلى البكاء... وقلة المال بين يدي الرجل قد تدفعه للبكاء خلوة مع نفسه حينما يرى أبناءه محرومين ولا يستطيع فعل شيء ولا حول له ولا قوة....فالرجل مخلوق كغيره والبكاء يريح النفس ويساعد الإنسان في التفريج عن مكنونات نفسه سواء المرأة أو الرجل فلقد رأيت رجال يبكون على أصغر الأمور ورأيت نساء لاتنزل الدمعة منهن في أصعب المواقف فعدم البكاء ليس معيار للرجولة والبكاء ليس معيار للنساء نسأل الله أن يرزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعينا دامعة .