يوميات شاب عاطل

عند بزوغ فجر كل يوم جديد تدب الحياة في الأنفاش ويبدأ يوم جديد ينبض بالحياة . لإطلالــة الصباح البهية المفعمة بالأمــل والحب , فترى الجموع متجهة كل لمهامه ويبقى السر الذي يجعلني لا أحس بحرارة ودفئ الصباح هو اني اشعر بنوع من الحزن . حزن يلفني من كل جانب نظرات مترددة . ملامح شاحبة . أفكار مشتتة .......وتستمر رحلة البحث.....
فينتابني نوع من الترقب والترصد من مستقبلي المجهول ظروفي المعاشة تحت سلم السلبية .. كلما توجهت إلى منزلنا القابع وسط المدينة حيث الضوضاء وصخب الأحياء الشعبية التي جعلت من المكان عالما مظلما مليئا بالخوف والهواجس المترددة ..... الضياع ...الضوضاء التي تقلقني كلمات أمــــي . أخواتــــي ... اصدقائي ...نظراتهم لي كل صباح . شاب بدون عمل . عاطل . عالة علينا .....لا يستطيع توفير حاجة لنفسه . بيد ان كل الطرائق التي طرقت بابها لم تتح لي الفرصة ان اندمج في تيارها وأجد مكانا مناسبا لعمل . ولو بثمن زهيد . هذا كله يتأتى بأن أكون في المستوى المطلوب الذي يجعلني في أهبة الإستعداد لمواجهة كل التقلبات النفسية والمادية والإجتماعية فتراني دائما وحيدا سبب هذه الوحدة ترعرعت معي منذ نعومة أظافري فكنت معظم الوقت ألازم جدتي الحنون .......
الهروب ليس حلا السكوت ليس مرضيا ...
ذات مرة وعند حديقة جميلة وسط المدينة حيث السكون والأجواء المفعمة بنسائم الربيع . كنت جالسا على مقعد منزوي أفكر في إطلالة الربيع البهية التي تجلت في إزهار الورود وإخضرار العشب من حولي . فنظرت نحو الزهور كانت مبتسمة وتنشد نشيدا رائعا ينشر عبقا نديا في ارجاء المكان فتثير في نفسي نوعا من الإطمئنان والراحة لقد انهكني البحث وهدني المسير نحو عالم مجهول لست أعلم عنه سوى الحزن والكآبة فاسير بين الدروب ودهاليز الصمت فأرى الوجوه مصفرة قافرة قد محا الحزن أثار الفرح والإبتسامة من محايهم ترى من سينير الطريق وينشر الفرح والغبطة بين الوجوه الحزينة . فكلما قربت شمس المغيب أتسلل نحو مكان عال يدعى صخرة مقابر الفنيقين أستطيع من خلاله رؤية الأفق . فأقف هناك في دجى الليل الحزين أرى النجوم تبكي لبكائي من بعيد . إفترشت الأرض بعد أن هذني التعب فتتغافى جفوني كالطفل الوليد ...................................
وينقضي يوم من المسير والبحث الطويل عن مستقبل لطالما حلمت به ...لـــكن الحلم يبقى حلم . لذلك سأحلم دوما وسأظل احلم بكل الأشياء الجميلة وأزرع زهور الأمل سأسقيها بماء روحي وحياتي ..

machkour

قصة رائعة و أسلوب أروع , شكرا لك على الموضوع أخي

و نحن في انتظار ابداعاتك القادمة

انها يوميات كل الشباب....واقع نعيشه كل يوم للاسف .....

بشكرك كثير على مجهودك...........